رسَائل سَوداء، كتاب لعبدالمنعم عبدالرحيم. يحتوي على ٥٩ صفحة.

_في بَادِئ الأمر ربّما سَتهاب التّحذِير الذي يُخبِرك بأنّ أوجاعَك التي تغُطّ في سُباتٍ عمِيق قد تستَيقِظ مُجدّدًا، ولكن صدّقني أنتَ تحتاجُ لمُواجهة هذا السّواد الذي بداخِلك؛ لذا تابِع القِراءة ولا تتوقّف.

_الإهداء:
“إلى التّي كانَت حَاجِزًا بَينِي وبَين مَشَاق الحَياة… ثُمّ رَحَلَت”

للوهلَة الأولى ستتسائَل بينك وبين نفسِك قائلًا: ولكن أولئك الذين رَحلوا أيَستحقّون أن نُخلّدهم بين سُطورنا؟ أيستحِقون أن نكتُب لهم إهداءً؟ لكن مهلًا! أنسِيت أنّك تُوشِك على قراءة رسائلٍ سوداء؟ هم لا يستَحقّون سِوى أن نُهديهم رماد السّواد الذي خلّفُوه بداخِلنا.
_المقدمة:
جَسّدت جميع العَلاقات ابتِداءً من روابِط الدّم، مُرورًا بالحُبّ والزّمَالة وُصولًا إلى الصَّداقة، إبتِداءً من هنا ستصِلك رائحَة الحُزن وستفهَم المغزَى من كَون الكِتاب سُمّي برسائِل سوداء، لن أُفسِد عليك الأمر وسأدعُك تكتشِف بٍنفسك.
_المحتوى:
حِين تستهِلّ القِراءة ستشعُر كما ولو أنّ تلك الصنَاديق المُغلقة والتي كُنت تبذلُ جهدًا جبّارًا لمُواراتها قد نُبِشت، ستشعُر كما ولو أنّ تلك النّدوب قد استَفحَلت وعادَت جروحًا عميقةً كما كانت، ولكن المُدهِش في الأمر أنّه كان يُربّت عل قلبِك ضِمنِيًّا!
كان يهمِس لك من خَلف السُطور قائلًا: نعم، أنا أيضًا خُذلت وبُتر جُزءٌ من روحِي، أنا أيضًا أفَكّر في إستِبدال قلبِي وأوارِي حُزني خلف ضحكاتٍ صفراء، أنا أيضًا يحتلّ جَوفي الفراغ وأمُوتُ في الليلة الواحِدة عشراتَ المرّات!
أما الأعظَم فأنّه بعد أن نبَش تلك الصناديق المغلقَة سيُباغتكَ بسُؤاله قائلًا: أكُلّ هذا الخَراب لأنّ أحدهم رحَل بعيدًا؟
حينها إعلَم بأنّك ستُعاوِد إلتِهام الكتاب لعشراتِ المرّات!
______
إذا نظرت إلى الأمر من زاوِية أعمَق ستعلَم أنّ الكتاب ليس كرتَ دعوة لجَلب الكآبَة بل في مضمُونه كان يُحذّرك من أن تغرِس ألمًا بداخِل شخصٍ وتحوّله لكائنٍ مغلّفٍ بالسواد، أما عن العظيم في الأمر أنّك حين تُنهِي قراءة الكتاب، لن تخرج مُتخمّا بالسواد! بل ستُطلق تنهيدةً عمِيقةً شاكرًا اللّٰه على أنّ هناك أحدًا في هذا العالم يُعاني من نفس الذي تُعانيه، وأنّك لستَ الوحيد الذي يتّهمُونَهُ بالمَريض النّفسِي!

_اقتباسات:
-اللّيلُ أبيضٌ، والصَّباحُ أَسودٌ، والعَينُ تَرتدي حِذاءً، والأرجُلُ تبصِرُ، والقَلبُ يهضِمُ الغِذاء، والحِمارُ يُغَرِّد، والقُدسُ عَاصمةُ إسرائيل، وهِي لا تَخُون.
-تقُول أمّهُ وهِي تبكِي: لقد أخَذَت ابنِي، وتركَت لي كُتلة حُزنٍ سوداء.
-حِين يكسِرُ الأهلُ خاطِرَك؛ تجدُ الحُبَّ يُربِّت على قلبِكَ، وحِين يَخذِلكَ الحُبّ؛ تجِدُ الرفيقَ يمسحُ الماءَ من مُقلَتيك، ويرسُم على شفَتيكَ ابْتسامةً من قلب الوجَع، لكن عندمَا يُؤذِيك الرَّفِيق لن تجِدَ غير أن تَكتُبَ رَسائلًا سوداء.

#تسابيح_طارق

اسم الكاتب: عبد المنعم عبد الرحيم
التحميل: تحميل كتاب رسائل سوداء

معلومات عن الكاتب

رهف كمال الدين

اترك تعليقاً