ﻣﺎ ﺯلتُ أمقتُ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞَ ﻭأهوﻯ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝَ ﻟﻴﻠًﺎ فتسلّلتُ خفيةً إلى ‘كافيه’ يُطلُّ عليهِ الهدوءُ و هُناكَ قُربَ الطاولةِ كُنتُ أُلملمُ جسدِي المُرهق على كُرسيٍّ و أتصبَّبُ عَرقاً يلسعُنِي لسعاتٍ باردة لمْ أعهدها من قبلْ ، كان حولِي الكثيرُ من العُشَّاق يتداولون أحاديثَهم همساً خشيةَ أُذنٍ أُخرى ، فكلُّ منْ هُنَا يظنُّ بأنَّهُ الوحيدُ الذِي وجدَ نصفهُ الآخر ” فالحقيقةُ أنِّ كلَّ قصةَ حبٍّ عظيمة لكنَّنِي أُحبُّ قصتنا ” و كانَ هُناكَ خلفَ طاولةِ إعدادِ الطعَام رجلٌ و زوجهُ يُحيكونَ لنَا الحبَّ غِذاءً ، كانَ كلُّ شئٍ مُبهراً ..
إلّا أنّ ثمَّةَ حريقٌ بداخلِي يكادُ يُضيئُ قلبِي للعَلن ، أُسمي ذاكَ الحريقَ شوقاً ، مضتْ خمسُ دقائقٍ و سبعٌ و عشرونَ ثانية قبلَ أنْ تجيئَ شهدٌ بشعرٍ فاحمُ الخُصلِ يذوب بين نفحات الرياح ، كانتْ ﻧﺤﻴﻔﺔً و ﺳﻤﺮﺍﺀ ﺧﺮﺟﺖْ كإنجلاءِ لّيلٍ كثيفُ الدُجى ، و لهفةُ اللقاءِ تبدو على عينيهَا قبلَ أن ترمي بوجهِي إبتسامةً نزلت برداً على نارِي فسرَت الأُمورُ على أتمِّها بعدَ أنْ أُطفئتْ نارِي ، لمْ يصمت لنَا فاهٌ فقد كُنت أختلقُ الأحاديثَ حينَ تنعدمُ القصص ..
بدر منّي سؤالٌ قبل أن تُردفَ قولهَا بشرط أن نُسْمِيها ياسمين ، فقلت لهَا منْ ! ، قالت ابنتُنَا ..
أيُّ خِيانةٍ تلكَ التِي فعلتُها حين ظنَّنتُ أنَّها لن تأتِي ! ، لمْ أستطع مُصارحتهَا بهذا الجُرم فحقًّا ليس باﻹﻣﻜﺎﻥِ ﺗﺒﺮﻳﺮُ ﻛﻞُّ ﺷﻲﺀ ..
لحظةُ دهشة
