روايات اجتماعية

عِنَاقْ خََانِِقْْ 7

كتب بواسطة HAjeR IsMaT

الفصل السابع ..

اينما اتجه يضعون علي القيود .. سلكت كل الطرق كي اجد سعادتي .. فكانت كل الطرق تؤدي إلى تعاستي ..

وضعوني امام خيارين احلاهما مر … بل حامض ..

علقت الكلمات في حلقي وقتها .. وبردت اطرافي .. ارادوني ان اكون بدلا لميساء … !! ..

أ أخون اختي … ماذا سيكون الفرق بيني وبين سلمان حينها ؟!

رفضت … و استنكرت .. فكسروني بقرار واحد ..

اما ان اقبل واعيش مع الاطفال ..

او ارفض ويذهبون مع والدهم ..

لم علي ان امر بهذا الموقف مئة مرة … ؟!!

ما كان مني الا ان تماسكت .. وقبلت رؤوسهم و رددت

” استودعتكم الله ” ..

لم اكن لافكر الا في اختي التي تشعر بي قبل ان اشعر بها .. اختي التي لن اضعها ولن اضع زوجها في هذا الموقف على حسابي ..

كنت انانية اريدهم لاشبع امومتي المنقوصة .. كنت حمقاء اذ ظننت اني يمكن ان استمر مع شعور كاذب .. كنت ساذجة اذ فكرت اني ساصبح يوما اما حقا .. يبدو اني كما قال يوسف

” اني مؤقتة وحسب ” .. .. !!

عادت وحدتي تنقش على عقلي تخيلات واهية .. اعيشها لاعيش .. هي وقودي اليومي .. امامهم و معهم .. هادئة غامضة .. سكوتة .. و داخلي صخب كبير .. احترق شوقا للعودة لصغيرتي النائمة في سريرها بامان ..

لا احد يعلم عنها شيئا .. انا فقط اراها و اسمعها .. هم لا يكذبونني لكنهم لا يعرفون شيئا .. هي تخاف منهم لذلك لن تظهر لهم .. انا اسمع ضحكاتها .. واتحدث معها .. واسرح شعرها .. و البسها ثوبها الجديد …. هم يقولون اني جننت .. لكن انا العاقلة الوحيدة هنا .. ..

تحدث معي منذر … وكان يبدو عليه الندم ..

” انا السبب في البحصل ليك دا يا ابتهال انا اسف ” ..

” البحصل لي شنو ؟.. انا في احسن ما يكون ” ..

” انا اسف ” ..

” ما تعملها موضوع يا منذر يلا انا ماشة دا صوت بنتي تبكي اكيد جعانة ” ..

” ابتهاااال ” قالها وعيونه تنبض شفقة ..

” شنو ما تكون انت كمان زيهم و عايز تقول لي اني مجنونة . حتى انت يا منذر ” ..

” ابتهال عليك الله .. ركزي معاي ” ..

” انا ما مجنونة .. وبتي قاعدة تبكي يا منذر .. انت … انت ما سامعها .. دا … دا صوتها … اسمع .. اسمع ” .. كنت اتحدث بارتجاف وابكي .. لانهم لا يصدقونني ..

” خلاص يا ابتهال .. اهدي .. ”

هدأت قليلا .. فتنهد قائلا ..

” انا جيت عشان اقول ليك انو يوسف دايرك ترجعي ليو يا ابتهال .. ” ..

مر اسمه كنسمة هوائية .. كرعشة برد خفيفة .. كبداية زكام ..

عندما لم يرى مني استجابة اكمل ..

” انا لاقيته .. وحالتو ما عجبتني ما كويس والله .. يوسف محتاجك يا ابتهال .. ” ..

ابتسم بهدوء ..

” ما حتعرفي كيف صعب علي انو اقول ليك الكلام دا .. لكن انا ما اناني ،  الله يسعدك يا … بت خالتي ” ..

غادر للمرة المليون يجر اذيال خيبته .. يجمع شتات قلبه .. كنت اتمنى ان اقدم لك شيئا يا منذر .. لكن ما تحتاجه لا أملكه .. ما انا الا امرأة تجلب المتاعب .. وانت تستحق من هي افضل مني بكثير .. اي حب هذا الذي تضحي فيه بنفسك لاكون سعيدة ؟! .. اي قلب تملك يا منذر ؟! ..

يوسف .. !

العالق في اقصى الذاكرة .. وفي تجاويف العذاب .. كئيب تقدم نحو والدي ليطلبني من جديد ..

يوسف .. !

زوجتان .. وأولى غير مسجلة .. دارت بها الاقدار حتى تلقى على عاتقه من جديد …

يوسف .. !

ثلاثة اطفال .. احدهم يمشي .. و اثنان في مرحلة ما قبل نور الشمس .. و طفلة وهمية تجسد معاناة مستفحلة ..

يوسف .. !

عدت اليه .. بعقد جديد .. بشكل جديد .. وعقل تآكل ..

رسم على وجهه ابتسامة تفضح الكثير .. و رسمت على وجهي دمعة تشرح الكثير ..

عدت معه .. احدثه عن طفلتي .. عن صوتها الذي اسمعه .. عن صخبها .. عن انها معي ، لكنه لا يراها .. عن فمها الصغير .. وشعرها القصير .. عن ملامحها التي تشبهني .. وعينيها التي تشبهه .. عن انهم اتهموني بالجنون .. وانا العاقلة …. انهم يكذبونني .. راقبته ..

عبس ..

فعبست ..

بكى ..

فبكيت ..

و مضينا يسند احدنا آمال الاخر ..

وعدت يعانقني الحنين .. لكنه عناق خانق .. !

 

#انتهى ..  

 

معلومات عن الكاتب

HAjeR IsMaT

هاوية وجداً ..

اترك تعليقاً