” الفصل الخامس ”
عدت وحيدة .. عاجزة .. تحطمت أشباه احلامي .. من فرط ما كسرت لم يبقى في ما يكسر .. تركوني مجرد طيف .. سلبوني حياتي وسعادتي .. سلبوني كل شيء .. !
أخذوا مني ميساء .. لم يسمحوا لي بابقائها .. فرقوا بيننا .. فرقونا ونحن نبكي .. هي تبكي خالة برائحة الام .. وانا ابكي ابنة لم انجبها .. كنا ناقصين نكمل بعضنا انا وهي .. نعطي حياتنا لتستمر حياتنا .. لكن سعادتي لم تكن لتعجبهم .. اخذوها لانهم لا يتحملون طفلين في البيت .. اخذوها ليخلو الجو لصاحب الجلالة المولود الجديد .. اعترضت و على صوتي .. فتلقيت صفعة باردة .. لاول مرة يوسف يمد يده علي .. ويبدو انه سيعتاد .. ! .. لكن اتعلمون ماذا .. دخل بعدها بعدة ايام .. يمسك بيده فتاة .. والقى ما كان صدمة للجميع
” دي مرتي ” !! ..
اما انا فضحكت بلامبالاة .. اجل ضحكت فالضرب لا يؤلم من اعتاد عليه .. اما حال ايمان .. فحال لا يشكى .. انهارت .. وندبت حظها ..
” يوسف .. يوسف انت كيف تعمل كدا ؟! .. كيف تهيني بالطريقة دي ؟ .. ” ..
قلت ببرود ” العملها مرة بيعملها كل مرة ” ..
” وانتي ما هاميك جاب عليك اتنين .. انتي رضيانة ما عندك كرامة ؟! .. انا ما برضى تتطلقها هسي يا يوسف ” …
صرخ في وجهها
” ايمااان .. اتذكري انك انتي زاتك جيتي في مرة ” ..
الجم ايمان بحديثه الحاد .. لكنه كل الحقيقة .. بكت بحرقة .. انا مازلت اقف بجمود وبرود .. اقترب مني ونظر في عيني نظرة طويلة ..
” رايك شنو في مرتي الجديدة ”
و ضغط على الكلمات بشدة ..
” حلوه ” ..
” أحلى منك ؟! ” …
” شديييييد ” ..
“ما زعلتي ” …
ضحكت بسخرية ..
” أزعل ؟! .. وليه ؟! ما بقت فارقة يا يوسف .. ما فارقة ” ..
امسك بفكي بقوة ..
” بس انا فارقة معاي ” ..
تركني و غادر .. لم افهم حديثه المبهم .. تصرفاته الغريبة .. لكني حقا وصلت الى حد لا يمكنني بعده الاستمرار .. يبدو اني سامضي في قرار الابتعاد .. لينتهي ما بين يوسف و ابتهال .. !
مضت الايام .. و عاشت تلك القادمة الجديدة بيننا .. سلبت عقل حماتي لانها تطيعها .. ولا تتحكم فيها كما كانت تفعل ايمان .. امام حماتي ويوسف هي حمل وديع .. والحقيقة انها شيطان بهيئة انسان .. انها حتى اسوأ من ايمان .. ايمان حقيقتها واضحة .. وهذه مدسوسة .. حاولت ان لا احتك بها كثيرا .. تكفيني مشاكلي .. لكن يبدو انها لا تريد ان ترسي الامور على بر .. اشعلت نارا بيني وبين يوسف … نارا ستحرق كل شيء لان منذر له دخل بها .. !
ارسلته امي بميساء التي كانت تبكي بشدة وتريدني .. حملتها من بين يديه وانا ابكي لبكائها .. حبيبتي ميساء .. يا ليتك بين جفني فاغمض عيني عليك فيقولون عمياء وهبت عينيها مسكنا لابنتها .. جاء يوسف لحظتها .. بكل غضب يسكنه .. لا ادري ما الذي اوصلته له تلك الجديدة … دون ان يقول حرفا … سدد لكمة لمنذر .. وردها له منذر … وكانه يريدها منذ زمن ..
ينظران لبعضهما بحقد دفين …
اخر ما كنت اريده ان يقع شجار كبير بينهما .. لن يخرجا اليوم الا قاتل ومقتول … وقفت بينهما ابكي و ميساء تبكي لبكائي ..
” يوسف عليك الله .. استهدي بالله .. عليك يوسف عشان خاطري ما تضربه ” ..
واستدرت الى منذر ..
” منذر عليك الله اطلع من هنا .. عشان خالتك يا منذر .. امي يا منذر ما ناقصها عليك الله ” …
كلماتي لم تكن الا ذرات متطايرة … لا تعني لهما شيئا .. تصدم في اذن احدهما و تظن انها اخطأت الطريق .. بعد دقائق من الحرب الباردة وانا انتحب امامهما ..
” عشان خالتي يا .. ابتهال ”
وغادر حاملا ميساء التي تمد يديها الي ..
التفت الى يوسف .. فتلقيت صفعة قوية .. انها الثانية !!
بل اتبعها بثالثة ورابعة … حتى سقطت على الارض ..
نزل الي ” انا قلت ليك لو شفتو تاني حاقتلو ” …
الخامسة والسادسة ..
” انتي ليه ما بتسمعي الكلام ، انا حذرتك ”
السابعة والثامنة ..
” وكمان اتعلمتي تقيفي بين الرجال ”
التاسعة .. التي انهكتي ..
” ما كويس انو انا لسى صابر عليك و مخليك في بيتي ”
العاشرة .. وما بعدها ..
” عاملة نفسك ام .. في حياتك ما حتكوني ام ما تفرحي بميساء ساي انتي مؤقتة بس ما حتنسى امها الولدتها يا … ماما ”
على قدر ما جرت دموعي طوال تلك السنين الا ان هذه كانت الافظع .. الاكثر ألما .. لم اتوقع ان يصل لمرحلة يعايرني فيها بشيء ليس بيدي .. اغمضت عيني بقووة ورددت ” الله يرحمك يا يوسف” … اعلنت وفاة من كان زوجي .. والبست روحي السواد .. رتلت عليه بتدبر بعض الايات .. مسحت بعض تلك الدموع .. وتصبرت حين واريته في الذكرى كمان يوارى الموتى تحت التراب .. و ايقنت بلقاء لنا في برزخ ما بعد الحياة .. نظرت فما عدت ابصره .. مشوشا ..
ونطقت والهدوء يهزني ” طلقني ” … !!
اتسعت عيناه بصدمة .. لم يتوقع طلبي .. الهذا الحد كنت ضعيفة في نظره ؟! … ما لبث ان استشاط غضبا ..
” عشان تمشي لولد خالتك يا ابتهال .. انتي دايراه صااح قووولي صاااح ” ..
وقفت و يداي متقاطعة امامي وببرود قاتل ” طلقني ” ..
تقدم كي يقترب مني ..
مددت يدي امامي امنعه .. ” طلقني ” ..
” انسي ” ..
” داير شنو من وحدة مجرد زيادة عدد .. و ما حتكون ام على قولتك .. ” ..
شددت على الكلمات بقوة وقسوة ..
” حافظ على الباقي من رجولتك و طلقني ” .. !!