الفصل الثالث عشر
التفت الى سميرة التي نادته ..
” نعم ! ” ..
كانت تتحدث بوجه جامد ..
” ممكن أتكلم معاك شوية ؟ ” ..
نظر اليها باستغراب ..
ثم ما لبث أن استنتج ما تريد الحديث عنه ..
تحدث بسخرية ..
” نتكلم مالو .. ارح يلا نتكلم ” ..
كادت تنفجر غيظاً ..
” المكان ما مناسب ” ..
تحرك باتجاه إحدى الغرف .. وتبعته ..
رفع حاجبه باستهزاء ..
” نمشي لمكان مناسب ، ونجيب كراسي وطرابيز وكبايتين عصير كمان .. ”
ضحك بسخرية .. واكمل بجدية ..
” يا استاذة سميرة .. انا كنت بحترمك جداً لكن تدخلي بت صغيرة لعالمنا دا وانتي عارفة نحن الوسخ النحن فيه دا .. دا شي صعب يتغفر صعب .. ! ” ..
دافعت عن نفسها بغضب ..
” كنت مضطرة .. البت جات راجعة تاني ، ولا كنت عايزني اسلمها ليك ولي السفاح التاني ” ..
سفاح ..
اخترقت هذه الكلمة صدره بقوة ..
لكن أي حقيقة ينكر ..
انه سفاح ..
سفاح جشع .. كل ما يهمه هو المال ..
لا تهمه الأجساد الضعيفة والهشة ..
الدموع والأحزان ..
الحال البائس الذي يأتي به الأغلبية ..
ابتسم بألم ..
” سفااح ! ” ..
كانت تراقب الحوار من بعيد ..
وعيناها امتلئت بالدموع ..
هاهي تسبب المشاكل لسميرة ..
و ستسببها للجميع ..
اقتربت بهدوء ..
” أنا آسفة ” ..
التفتا اليها ..
” أنا السبب .. انا الرجعت تاني .. بس ما عرفت امشي وين والدنيا كانت ضلمت .. لكن ما بإرادتي .. انا عايزة بيتنا وعايزة امي وابوي واخواني .. ” ..
وأخذت تبكي بألم ..
تبادل فؤاد و سميرة نظرات الشفقة عليها ..
وكسرا نظريهما في يأس ..
” بيان ” ..
لم ترفع رأسها .. فأعاد
” بيان ” ..
نظرت إليه ..
” انتي متذكرة بيتكم ؟ ” ..
أخذت ترمش عدة مرات تستوعب ما قاله ..
هل هي تحلم ..
هل سأل فعلا هذا السؤال ..
هزت رأسها بنعم بسرعة و دقات قلبها تتسارع ..
” طيب حنحناول نرجعك ، أنا متأكد أهلك حيكونو بلغو الشرطة والشرطة بتفتش عنك هسي ، عشان كدا طلوعنا أنا وسميرة حيكون خطر و حيفتح باب علينا نحن ما عايزينو ، لكن ممكن نوصلك لمكان معين وتكملي براك .. ”
تنهد ..
” انا ما عارف طلوعك من هنا صح ولا لا ، يمكن تبلغي عننا” ..
قاطعته بتسرع ..
” ما ح أبلغ ” ..
ابتسم بسخرية ..
” ما على كيفك أصلا .. ”
التفت الى سميرة ..
” طلعيها معاك لبيتكم دامها جيهان لسى ، وانا بجيكم بكرا قبل الفجر بشوية نتلاقى في الحتة الح أرسلها ليك .. ونتفق على الباقي .. ”
هزت سميرة رأسها ..
حينما أطل رأس حسن ..
بطريقة جعلت قلوبهم تنقبض .. !!