في ساعة متأخرة من الليل كان يغلق باب محله التجاري بعد ان قضي به يومه جله، سمع وقع خطوات تقترب منه ، فتنهد في تعب و هو يلوم ذلك المشتري المتأخر ، التفت يبلغه لومه ، الا ان الكلمات حشرت في حلقه و هو يطالع تلك الطلة الشيطانية ردد بخوف ( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم )-..لينقض بعدها الكائن المرعب علي عنقه يمتص عدمه عبر عنقه و يتركه جثة هامدة ..
كان الامر ينتشر بسرعة مرعبة ..
الجثث تتناثر يمنة و يسرة ..
ثم تعود لتنضم لجيش مصاصي الدماء ..
في غرفة نصف مضاءة كان لفيف من القوت الشرطية و الامنية مجتمعين لمناقشة الامر ،
كان الامر يفوق التجاهل او اي محاولات طمئنة للجمهور ..
كان الامر كارثة ووباء ..
قال قائد المجموعة ( الموضوع خطير، كل يوم بنسمع بيهم في حتة .. زي الدخان بيظهروا و يختفوا. و نحن ما عارفين نعمل شنو ؟)
تنحنح احد افراد الفرقة قبل ان يقول( قبل يومين يا سعادتك في شاب ظهر في قسم بحري قال انهم كتلو واحد منهم، بس الضابط المناوب ما صدقو لانه الناس حاولت تستغل الموضوع، وكل يوم يجي واحد يقول انهم شافو مصاص دماء)
نزع القائد نظارته و مسح علي عينيه قبل ان يقول ( جيبو الزول دا )
لم تمض ساعة حتي كان شاب ممشوق القوام يقف في الغرفة يحمل بيده كيسا متسخ ، طالعه القائد قبل ان يقول ( اتفضل يا ولدي ، احكي لينا شفت شنو ؟)
رد
قبل اسبوع يمكن انا و معاي مجموعة من اصحابي اتناقشنا في الحاصل ، لاحظنا رغم العشوائية بتاعة الهجمات بس هي عندها نمط معين للزمن و المكان، لو راجعنا الهجمات بتوزيع جغرافي بنلاحظ انها في دائرة قطرية مركزها في وسط الخرطوم . دا غالبا الوكر الهم فيه )
همهم احد الضباط ( وكر ؟)
ايوة .. رغم القصص البتتقال عنهم و الافلام و الحاجة الاعتبرناها خيالية . الا انه مصاصين الدماء ما عشوائيين بيشتغلو بنمط معين .. اتوقعنا محل هجومهم ، بيفضلو الاماكن الهادئة و الحركتها خفيفة و فعلا لقينا واحد بيهاجم في طالبة جامعية حاصرناه و شغلنا قران في العربية بصوت عالي . دا الاضعفوا و خلانا نقدر عليه )
اكمل عبارته و هو يفتح الكيس المتسخ يفرغ محتوياته في الطاولة ليتدحرج منه رأس مصاص دماء تبرز انيابه بشكل بشع ..
حالة من الصمت حلت علي الجميع و اعينهم معلقة بالرأس المقطوع امامهم . سأله القائد و هو يمسح زجاج نظارته في توتر .
طيب تتوقعهم حيهجوا وين تاني ؟
اخرج الشاب ورقة عليها نقاط و خطوط متفرقة وضع يده علي نقطة منها و هو يقول ( هنا )
و عم الذهول الجميع ، فتلك البقعة كانت هي حيث يحلسون الان ..
و حيث يحتفظون ب(منال) …