تتوسطهم جثة (الشيخ) تجمع رجال الحي تنتابهم مشاعر مختلفة، الخوف القلق، و الرعب من قادم الايام ..
قال احدهم (يا جماعة نحن هسي حنتصرف كيف ؟)
قاطعه اخر بصرامة ( تقصد شنو ؟)
يا جماعة الشيخ دا مات بالعضة ..و قدامكم بكري، اتعضي و بعد دفنوه طلع تاني و زي ما شايفين عمل العملو ..
كان نفس التساؤل ذاته يدور في خلدهم جميعا، الا ان احترامهم للشيخ و لابنه الواقف معهم منعهم من طرحه،
يا اخوانا دا كلام شنو دا .. حتصدقو انه بكري قام من قبره ، الشافو منو .. واحد مسطول و التاني شافع .. الليلة لو كان زول ثقة قال الكلام دا كان صدقناه ..
قال اخر ( و لو كلام الشافع و المسطول دا طلع صحي، عارف حيحصل شنو ؟ الحلة دي كلها حتلحقهم، )
اضاف اولهم ( نحرق الجتة يا جماعة )
طالعته جميع الاعين في غضب، في حين صاح ابن الشيخ (تحرقوه كيف ؟ مجزوم هو و لا عنده مرض كعب. دا كلام شنو يا ناس، دا جزاكم للشيخ القراكم و قرا عيالكم القرآن .. حسبنا الله و نعم الوكيل، و انخرط في موجة بكاء عنيفة .
بدأ الجميع في تهدئته .استغرق الامر حينا من الوقت قبل ان يقول هو نفسه، ابوي حيندفن . و حاحرس قبره انا زاته ، وكان قام تاني، رب العالمين يحلها .
ايده الحميع حينها و كل منهم يسأل نفسه ذات السؤال
ماذا لو كان ما قاله الصبي صحيحا، ماذا لو استحال الشيخ الي مصاص دماء. كيف سيتصرف ابنه حينها.. لكن احدهم لم يجد جوابا قط ..
دقائق من الصمت مرت . قطعها صوت ثلاثة سيارات ذات نوافذ سوداء. ترجل منها رجال يبدو من حركتهم المنظمة انهم يتبعون لجهة عسكرية. تقدم قائدهم الي الجمع و قال بصرامة و اقتضاب ( سلام عليكم .و احسن الله عزائكم، عندنا تعليمات بالتحفظ علي جثة الشيخ. و البت )
حاول الابن اعتراضهم . الا ان النظرات الصارمة من قائد المجموعة و الكلمات الحازمة التي القاها جعلته يصمت ( الحاجة دي فيها تهديد لامن الوطن، نحن حنتحفظ علي الاتنين . و لو ما حصل شي حنجيب ليك ابوك تدفنه )
كان في الامر حل قد يخرج الجميع من المأزق الحرج .
بسرعة و اتقان قامو بوضع جثة الشيخ في احدي السيارات، و اقتادو منال التي حاولت مقاومتهم بعنف. ادخلوها الي ما يشبه القفص الحديدي …
و انطلقوا بهم الي المجهول ..